يرى خبراء ومستثمرو السياحة، أن هناك فوائد ومكاسب كثيرة ستعود على القطاع السياحى المصرى بعد استضافة مدينة شرم الشيخ للدورة الرابعة لمنتدى شباب العالم، مشيرين إلى أن أهم المكاسب تتمثل فى الدعاية المجانية للمقصد السياحى المصرى، كما أن انعقاده فى هذا التوقيت فرصة كبيرة للترويج لمصر بالخارج والتأكيد على سلامة الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تقوم بها للحد من انتشار فيروس كورونا ومتحواراته «أوميكرون» الذى انتشر بقوة فى العديد من البلدان الأوروبية.
في البداية، قال هشام الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، إن منتدى شباب العالم يعد بمثابة فرصة هامة للترويج السياحى لمدينة شرم الشيخ من خلال استضافتها للمنتدى كواحدة من أهم المنتجعات السياحية فى العالم، كما انه أعاد شرم الشيخ إلى الواجهة من جديد كواحدة من أهم مدن الشرق الأوسط القادرة على استضافة المؤتمرات الدولية والاقليمية والمحلية.
قوة ناعمة
وأضاف أن المنتدى بات قوة ناعمة للسياحة المصرية تطل من خلاله على العالم عبر الشباب المشاركين والذين باتوا سفراء لمصر نظرا لما ينقلوه لدولهم حول زيارتهم لشرم الشيخ وما تتمتع به من إمكانات سياحية، مشيرا الى أن انعقاد المنتدى فى هذا التوقيت يؤكد قوة الدولة المصرية وسلامة الإجراءات الوقائية والإحترازية الصحية فى ظل الظروف التى يمر بها العالم من جائحة كورونا ومتحوراته، مما يدعم سلامة وأمن والآمان الصحى والوبائى للمقصد السياحى المصرى، ويزيد من قوة ومكانة ووزن مصر إقليميا ودوليا.
أيقونة ناجحة لجذب المؤاتمرات العالمية
ومن جانبه، قال عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء، إن المنتدى يٌمثل فرصة كبيرة لتصدر المشهد السياحى العالمى ووضع مدينة شرم الشيخ على خارطة السياحة العالمية كأحد أهم المدن القادرة على استضافة المؤتمرات، لافتا إلى أن سياحة المؤتمرات والمعارض من أهم الأنماط السياحية التى تتنافس الدول على استضافتها حيث يبلغ حجم استثماراتها نحو تريليوني دولار سنويا.
وأضاف أن المنتدى يمثل أيقونة ناجحة لجذب المزيد من المؤاتمرات العالمية والفعاليات الكبرى كما أن هناك استفادات أخرى من استضافة مدينة شرم الشيخ لمنتدى شباب العالم الذى يقام برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمها انه يمثل دعاية مجانية للمقصد السياحى المصرى بصفة عامة ولشرم الشيخ بضفة عامة، وذلك من خلال الصور والفيديوهات التى سيلتقطها الاف الشباب المشاركين بالمؤتمر خلال فترة تواجدهم بالمنتدى سواء اثناء وجودهم فى الفنادق أو بالشواطئ والتى ينشرونها عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، كما أن المنتدى يمثل وسيلة جيدة للتواصل بين مصر وشباب العالم والذين باتوا سفراء لمصر بمختلف دول العالم.
مدينة السلام
ومن جهته، قال هشام إدريس عضو غرفة الشركات السياحية أن عقد هذا المنتدى فى هذه الظروف الحالية، يُمثل تحدياً جديداً للدولة المصرية بعد تجاوزت تحديات كثيرة بإقامة واحتضان العديد من الفعاليات الرياضية الدولية والبطولات العالمية التى تمت خلال العام الماضى.
وتابع هشام إدريس أن عقد المنتدى يعيد للأذهان شرم الشيخ “مدينة السلام” كأفضل مدينة على مستوى العالم لإقامة المؤتمرات، بعدما إستضافت العديد من المؤتمرات العالمية الكبيرة على مدار السنوات الماضية بداية من استضافتها لمؤتمر السلام فى التسعينات مروراً بمؤتمر برلمانى العالم، والمؤتمر الاقتصادى العالمى ومنتدى أفريقيا، والقمة العربية السادسة والعشرين، والقمة العربية – الأوروبية ومؤخراً مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ،ثم منتدى شباب العالم، مما يدعم وينشط سياحة المؤتمرات إلى مصر بشكل عام وشرم الشيخ خاصة.
وأوضح إدريس أن المنتدى يُعد فرصة كبيرة لإظهار الصورة الإيجابية الحقيقية للمقصد المصرى وسيسهم في زيادة نسبة الاشغالات الفندقية بنسبة كبيرة فى معظم فنادق شرم الشيخ، وأن البرامج السياحية التى سيتم تنظيمها للمشاركين ،ستكون أحد أدوات الترويج السياحى ،والتى سينعكس بالرواج على كافة المنشأت بشرم الشيخ من فنادق وقرى سياحية ومحلات ومطاعم وغيرها من المنشأت ذات النشاط السياحى.
طمأنة المستثمرين
وأشار إدريس إلى الآثار الإيجابية الأخرى من إنعقاد هذا المنتدى العالمى على السياحة المصرية بشكل عام وبالطبع على مدينة شرم الشيخ بشكل خاص، تتمثل فى طمأنة المستثمرين، الذين سيجدون فى قدرة مصر التنظيمية للمؤتمر، مؤشرًا جيدًا للإستثمار فى مصر، كمناخ صالح لإقامة المشاريع المختلفة، سواء فى قطاع السياحة أو غير ذلك من القطاعات الأخرى .
ولفت إلى أن مثل هذه اللقاءات الدولية تمثل فرصة حقيقية لترويج السياحة المصرية بشكل مباشر نظرا لوجود هذا العدد الكبير من الوفود من مختلف دول العالم، الذين سيشاهدون بأنفسهم وعن قرب طبيعة الشعب المصرى المسالم والمضياف، وما تشهده مصر من مناخ آمن مستقر وتحول اقتصادى ومشروعات تنموية ضخمة وعملاقة، الأمر الذى سيدفع هؤلاء الشباب وباقى الوفود لنقل هذه الصورة الايجابية إلى ذويهم وأصدقائهم بعد عودتهم الى بلادهم، بما ينعكس على رواج السياحة المصرية ومضاعفة الحركة الوافدة من مختلف الاسواق، لاسيما أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت تلعب دورًا كبيرًا فى هذا الأمر الذى يعد أكثر أهمية من التعاقد مع شركات تسويق تحصل على مبالغ مالية كبيرة ولا تحقق ما يحققه التسويق لمؤتمر شباب العالم.
مكاسب سياسية
وحول المكاسب السياسية لمنتدى شباب العالم، فقد قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة مهتمة بالشباب بصفة خاصة منذ عدة سنوات لعدة اعتبارات، من أجل تأهيلهم سياسيا، لافتا إلى تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والتي بدأت تؤتي ثمارها، وهناك تعيينات تمت لعدد كبير منهم في هذه الأحزاب، قائلا: «نحن نعمل تنشئة سياسية وبالفعل نجحت تجربتها في تنسيقية شباب الأحزاب».
تجارب ورؤى
وبشأن مكاسب المنتدى السياسية العائدة على الشباب، فأشار أستاذ العلوم السياسية أنه يتيح الفرصة للشباب للاستماع لتجارب وأفكار ورؤى غيره، ويكتسب خبرات متراكمة، ويتفاعل فى قضايا وموضوعات مختلفة، ويكون لديه وعي ثقافي، والاهم هو التفاعل مع الشخصية الدولية، فهناك الكثير من الشخصيات الدولية الحاضرة للمنتدى، مؤكدا على أهمية نقل الخبرة من والى الشباب في العالم.
وعلّق على أن تحديد شهر يناير لانعقاد هذا المنتدى اختيار موقف جدا، لأن هناك منتديات أخرى تتم فى دول أخرى، فلا يكون هناك موضوعات مكررة، وتكون الريادة لاختيار الأفكار والموضوعات لنا.
قلب العالم
وأضاف دكتور طارق أن من أهم مكتسبات منتدى شباب العالم لنا، أنه يقدم مصر للعالم، ويضعها في قلب خريطة العالم، ويؤكد قدرة مصر على تنظيم حدث بهذا الحجم وقبل كل الدول، مستكملا أن الأهم هو التسويق السياسي للدولة المصرية، خاصة في التوقيت الراهن بالتزامن مع الجمهورية الجديدة.
مختتما أن الرسالة الأهم: «نحن نقول للعالم أن مصر مستقرة وأمنة سياسيا واقتصاديا».