أخبار عاجلة

وداعًا المشير طنطاوي.. رجل المواقف الصعبة

CAIRO, EGYPT - JANUARY 31: Field marshal Mohamed Hussein Tantawi, chairman of the Higher Military Council. (Photo by Thomas Imo/Photothek via Getty Images)
عاجل| فخامة الرئيس السيسي ينعي المشير طنطاوي وزير الدفاع الأسبق عبر تويتر
فقدت مصر، الثلاثاء الماضى، رجلا من أخلص أبنائها بوفاة المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق، الرمز العسكرى الذى وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن .

ويعد المشير طنطاوى رمزا مصريا عسكريا، فكان دوما رجل الأوقات الصعبة؛ وسجل اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ مصر، وقاتل فضرب أروع الأمثلة والنجاحات فى حرب أكتوبر، كما أنه رجل دولة تولى مسؤولية إدارة الدفة فى إحدى أصعب الفترات فتصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التى أحاطت بمصر.

ولد المشير طنطاوى فى 31 أكتوبر عام 1935؛ وتخرج فى الكلية الحربية (عرين الأبطال) بسلاح مشاة فى الأول من أبريل 1956، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية، ودورة كلية الحرب العليا.

شارك طنطاوى فى حرب 1967 وحرب الاستنزاف، حتى جاءت حرب أكتوبر لتكشف الذكاء الشديد والخبرة العسكرية الواسعة خلال قيادته للفرقة 16 مشاة ميكانيكى، حيث كانت من أولى الفرق العسكرية التى عبرت القناة، وحققت انتصارا مبهرا خلال معركة المزرعة الصينية للتحول إلى ملحمة عسكرية كبيرة تكبد خلالها العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات، فضلا عن اعتقال عشرات الأسرى، ليستحق عن جدارة التكريم بالحصول على نوط الشجاعة العسكرى.

عمل المشير طنطاوى فى عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر فى باكستان ثم فى أفغانستان، وتدرج فى المناصب حتى عمل قائدا للجيش الثانى الميدانى، ومنه إلى قيادة قوات الحرس الجمهورى عام 1988، حتى أصبح وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة فى عام 1991، وحصل على رتبة المشير فى 1993.

وعقب ثورة 25 يناير كان المقاتل حسين طنطاوى متواجدا، فحفظ أمن مصر وسلامتها وسلامة شعبها وتأمين حدودها وقاد البلاد بصفته رئيسا للمجلس العسكرى حتى وصل بها إلى بر الأمان، وظل وزيرا للدفاع حتى أُحيل للتقاعد فى 12 أغسطس 2012، وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية.

وخلال مسيرته، حصل المشير طنطاوى على العديد من الأنواط والميداليات تكريما له، فحصل على ميدالية جرحى الحرب، وميدالية الخدمة الممتازة، وميدالية العيد العشرين للثورة وميدالية يوم الجيش، وميدالية 6 أكتوبر وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية تحرير أكتوبر، وميدالية 25 يناير 2011، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة.

كما حصل المشير طنطاوى، طوال مسيرته فى الحرب والسلام بالقوات المسلحة، على نوط 25 أبريل، ونوط النصر، ونوط الاستقلال العسكرى، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط الشجاعة العسكرى، ونوط تحرير الكويت السعودى، ونوط المعركة السعودى، ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، بالإضافة لوسام التحرير، ووسام الامتياز الباكستانى، وقلادة النيل، ليظل نموذجا للشخصية المصرية الوطنية المحبة لوطنها والمدافعة عن تراب أرضها.

من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، قاد مصر بحكمة وإخلاص وتفانٍ شديد فى أصعب الظروف خلال فترة حكم المجلس العسكرى من 2011 وحتى تسليم السلطة بعد الانتخابات فى 2012، مشددا على أن المشير طنطاوى كان سببا حقيقيا فى حماية مصر، معلنا الحداد الوطنى على وفاته.

وقال الرئيس السيسى – خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية فى شبه جزيرة سيناء الثلاثاء الماضى – إن مصر فقدت أحد أبنائها المخلصين، معلنا إطلاق اسم المشير طنطاوى على قاعدة الهايكستب العسكرية .

وأضاف الرئيس أن المشير طنطاوى قاد تلك المرحلة بإخلاص وحكمة شديدة، حيث كانت الدولة المصرية معرضة للانهيار وللحرب الأهلية، وهو (المشير طنطاوى ) من ساهم فى عبور الدولة لتلك المرحلة بأقل قدر من الأضرار التى تطال الدول فى مثل هذه الظروف، مؤكدا أن المشير طنطاوى بريء من أى دم سواء فى أحداث شهدتها مصر فى تلك الفترة مثل “محمد محمود وماسبيرو واستاد بورسعيد”، لافتا إلى أن كل المسؤولين الذين كانوا متواجدين فى تلك الفترة بريئون من تلك الأحداث .

واستشهد الرئيس السيسى بكلمة كان يرددها المشير طنطاوى بأنه كان “يمسك جمرة نار فى يده لو تركها لكانت ستحرق الدنيا، وأنه لا يمكن أن يتركها”، لافتا إلى أن هذا الشعور عاش به المشير طنطاوى على الأقل فترة السنة والنصف التى تولى فيها المجلس العسكرى المسؤولية، فى فترة صعبة، وهى شهادة للتاريخ له وهو فى ذمة لله، مشددا على أن ذلك الرجل العظيم كان سببا حقيقيا فى حماية مصر من السقوط.

وقدم الرئيس السيسى للشعب المصرى وأسرة المشير طنطاوى خالص العزاء، داعيا لله أن يتغمده بالرحمة.

واستشهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بمثال حقيقى خلال الانتخابات ، التى كانت كل المؤشرات تقول إنها ستؤدى إلى تولى فصيل معين حكم مصر، لافتا إلى أن ذلك كان يؤلم المشير طنطاوى كثيرا لأنه كان على علم وفهم بالأضرار التى ستمس مصر نتيجة هذا الحكم، وخوفا من أن يذكره التاريخ.

وتابع الرئيس السيسى قائلا كنت أقول له: “ضرر انهيار الدولة أم تولى هذا الفصيل الحكم؟”، مشددا على أنه كان يردد دائما أنه إذا كان الذى حدث هو مؤامرة نفذها الأشرار والمجرمون فإنهم لن يكسبوا أبدا، وهو ما أكدته الأحداث فيما بعد، مشيرا إلى أن لله يقف إلى جانب أى شخص شريف مخلص أمين حريص على الناس، مشددا على أن أى شخص آخر مهما كانت حنكته فى التآمر والتخطيط للقتل والتخريب والتدمير، لن يكسب أبدا، وهى حكمة لله سبحانه وتعالى، فلله لا يصلح عمل المفسدين.”

وجدد الرئيس السيسى تعازيه للشعب المصرى وأسرة المشير طنطاوى ، مشددا على أن المشير طنطاوى “رجل كبير..تخرج فى عام 1956 وشارك فى حروب 1967 والاستنزاف وأكتوبر واستمر فى تحمل المسئولية حتى آخر لحظة”، داعيا لله أن يجازيه خير الجزاء.

ونعت رئاسة الجمهورية المغفور له -بإذن لله تعالى- المشير محمد حسين طنطاوى، وقالت فى بيان لها: “فقدت مصر رجلا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذى وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن .. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق .. بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ساهم خلالها فى صناعة أعظم الأمجاد والبطولات التى سُجلت بحروف من نور فى التاريخ المصرى.. قائد ورجل دولة تولى مسؤولية إدارة دفة البلاد فى فترة غاية فى الصعوبة تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التى أحاطت بمصر”.

وأضافت: “إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، إذ ينعى للأمة رجلاً كانت له صفات الأبطال، فإنه يعرب باسمه وباسم شعب مصر وحكومتها عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الراحل المشير محمد حسين طنطاوى، ويدعو المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته جزاء صالح أعماله للوطن.”

وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إنه تم إعلان حالة الحداد العام فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام حداداً على وفاة المشير محمد حسين طنطاوی وذلك اعتبارا من الثلاثاء الموافق ۲۱ سبتمبر ۲۰۲۱ وحتى غروب شمس يوم الخميس الموافق ۲۳ سبتمبر ۲۰۲۱.

ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسى المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع الأسبق، قائلا: “فقدتُ أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفانى فى خدمة الوطن”، موجها خالص التعازى لشعب مصر العظيم وداعيا لله أن يلهم أسرة المشير طنطاوى الصبر والسلوان.

وأضاف الرئيس السيسى فى تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى يوم الثلاثاء “فقدتُ أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفانى فى خدمة الوطن.. إنه المشير محمد حسين طنطاوى الذى تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب فى تاريخها المعاصر.. عرفت المشير طنطاوى محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإننى أدعو لله أن يلهم أسرة المشير طنطاوى الصبر والسلوان.. بسم لله الرحمن الرحيم.. “مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰاهَدُواْ للَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُواْ تبديلًا” .. صدق لله العظيم.

عن admin

شاهد أيضاً

خبراء عالميين فى جراحات القلب والمخ والأعصاب والجهاز الهضمى بالمجمعات الطبية للقوات المسلحة

يستضيف المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة الأستاذ الدكتور/ مارك أندرسون ( أمريكى الجنسية ) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *