تمر اليوم الذكرى الـ251، على اكتشاف جيمس بروس ما يعتقد أنه مصدر نهر النيل، وكان يعتبر أول تفسير علمى لهذا الموضوع، بعد أن صمم على السعى لاكتشاف منبع النيل الذى أعتقد أنه ينبع من الحبشة عقب وصوله إلى الإسكندرية في يونيو 1768.
وهو رحالة اسكتلندى، ولد فى يوم 14 ديسمبر 1730، وتعلم في جامعتى هارو وأدنبرة، وبدأ بدراسة المحاماة، لكن زواجه من ابنة تاجر نبيذ جعله يدخل هذه المهنة، ماتت زوجته في أكتوبر 1754، بعد تسعة أشهر من الزواج، وسافر بروس فيما بعد إلى البرتغال وإسبانيا. وهناك فحص المخطوطات الشرقية في الإسكوريال فقاده هذا لدراسة اللغة العربية والجعزية وحدد مسار مستقبله، في عام 1758 مات أبوه وأصبح سيد عقار كينيرد.
كان يرغب فى الذهاب إلى الحبشة، حيث كان يعتقد بأن منبع نهر النيل من هناك و كان ذلك في عام 1768 م وبعد الاسكندرية توجه إلى القاهرة و قد حصل على دعم كبير من “علي بك الكبير”، ومن القاهرة توجه إلى جدة عبر الصحراء.
تنكر بالزى التقليدى للبحارة العثمانيين ووصل إلى جدة فى عام م 1769 م ومكث هناك فترة من الزمن ليكمل رحلته بعدها إفريقيا و تحديداً إلى منطقة “مصوع” ومن مصوع توجه إلى عاصمة الحبشة في تلك الفترة و كانت تسمى “جوندر” وقد استقبله النجاشي “تكلا هيمنوت الثاني” فى 14 فبراير 1770م.
بقى في الحبشة سنتين وهو يستكشف ويتعرف على تلك المنطقة ومنابع نهر النيل، ولم يكتف بذلك، بل أراد فى طريق عودته أن يتتبع مجرى نهل النيل الأزرق من المنبع وحتى نقطة التقائه بالنيل الأبيض، في 1772، ونشر كتابه “رحلات لاكتشاف مصدر النيل في السنوات 1768-73″، باللغة الإنجليزية في خمسة مجلدات، عن رحلته بداية من مصر لتتبع مجرى النيل الأزرق مرورا بسنار حتى وصل الى شندى.
كان لهذه البعثة الفضل فى القضاء تماما على فكرة أن منابع النيل الأبيض تقع إلى الغرب. وتعاقب المستكشفون بعضهم إثر بعض لاكتشاف منابع النيل وفى عام 460 قبل الميلاد، زار هيرودوت أسوان حيث توصل إلى أن جزءا من مياه النيل يأتى من أثيوبيا وأن منابع النيل الأصلية ربما كانت فى الغرب، وفى منتصف القرن الأول أرسل الامبراطور “نيرو” بعثتين إلى النوبة ولكنهما لم تتمكنا من تحقيق أى تقدم نظرا لوجود المستنقعات، وفى منتصف القرن الثانى رسم العالم بطليموس خريطته الشهيرة للنيل حيث يظهر النيل نابعا من بحيرتين فى جنوب خط الاستواء تتجمع فيهما المياه نتيجة ذوبان الجليد فوق جبال القمر (جبال روينزورى حاليا ).