ويكتسب هذا الاستطلاع أهمية خاصة في ضوء الدور الذي يلعبه الرأي العام في إنجاح السياسات العامة المتصلة بالتغيرات المناخية، حيث تم عرض نتائج الاستطلاع في جلسة عقدت ضمن فعاليات قمة المناخ Cop27 بعنوان «المصريون والتغير المناخي: المعرفة والمدركات».
وأشار الاستطلاع إلى أن 69% من المصريين لم يسمعوا عن تعبير «التغير المناخي» من قبل بينما 31% فقط سمعوا عنه في الدورة الأولى للاستطلاع والتي أجريت في أغسطس 2022، وانخفضت نسبة من لم يسمعوا عن تعبير «التغير المناخي» إلى 65% في الدورة الثانية والتي تمت بعد إطلاق الحملة الإعلامية، إلا أنه من الملحوظ أن المعرفة بالتغير المناخي كانت محدودة بين الأقل تعليماً.
وتم سؤال المستجيبين في الدورة الأولى للاستطلاع عن التغيرات التي يلاحظونها في مناخ مصر، وأجاب 84% بأن الصيف أصبح أكثر حرارة، و59% أجابوا بأن الصيف أصبح أطول، و78% أشاروا إلى أن الشتاء أصبح أكثر برودة بينما 47% أشاروا إلى أن الشتاء أصبح أطول.
وعن أسباب التغير المناخي، توضح النتائج: أن حوالي ثلثي المصريين لا يعرفون أسباب التغير المناخي، وعند سؤالهم عن بعض السلوكيات وأنماط الاستهلاك لاستكشاف ما إذا كانوا يعرفون أنها تؤثر على التغير المناخي، أوضحت النتائج أن 45% غير متأكدين من تأثير الاستهلاك المتزايد للكهرباء أو يرون أنه لا يؤثر على التغير المناخي، و30% غير متأكدين من تأثير عوادم السيارات أو يرون أنها لا تؤثر على التغير المناخي، و23% غير متأكدين من تأثير حرق القمامة والمخلفات أو يرون أنه لا يؤثر على التغير المناخي، وهو ما يشير إلى ضرورة توعية المواطنين بالتغير المناخي وأسبابه.
وفيما يتعلق بالأضرار المترتبة على التغير المناخي، تشير النتائج إلى أن 66% من المصريين يرون أن التغير المناخي وتغير مستويات درجات الحرارة سوف يؤثر على مستقبل الحياة في مصر بينما 17% يرون أنه لن يؤثر على مستقبل الحياة في مصر و17% أجابوا بأنهم غير متأكدين.
وتعد المعرفة بأضرار التغير المناخي على الحاصلات الزراعية هي الأكثر انتشاراً بين المصريين إذ أجاب 80% من المستجيبين بأن التغير المناخي سيؤثر على إنتاجية الأرض الزراعية في مصر وتوافر بعض المحاصيل. ويأتي في المرتبة التالية تأثير التغير المناخي على مياه الشرب إذ يرى 58% من المصريين أن التغير المناخي سيؤثر على توافرها، بينما معظم المصريين لا يدركون أن التغير المناخي سيؤدي إلى غرق الدلتا حيث يرى 38% فقط أن ذلك سيحدث بينما 37% أجابوا بأنهم غير متأكدين، و25% أجابوا بأن التغير المناخي لن يؤدي إلى غرق الدلتا.
وأوضح 47% من المصريين أن التغير المناخي أثر على حياتهم بالفعل بينما 47% أجابوا بأنه لم يؤثر و6% أجابوا بأنهم لا يستطيعوا التحديد.
وعن طبيعة التأثير على حياة من أجابوا بأنهم تأثروا، أشار 34% إلى الإصابة بأمراض نتيجة التغير المناخي، و19% أشاروا إلى أن إنتاجيتهم في العمل قلت نتيجة درجات الحرار العالية في الصيف والبرودة الشديدة في الشتاء، و15% أشاروا إلى أن تغير المناخ أدى إلى شعورهم المتكرر بالإرهاق، و11% أشاروا إلى عدم قدرتهم على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، و11% أجابوا بعدم استطاعتهم الخروج من المنزل في كثير من الأحيان نتيجة درجات الحرارة.
وأوضحت النتائج أيضا، أن الاشخاص ذوي الإعاقة يعانون أكثر من غيرهم من التغير المناخي، إذ تبلغ نسبة ذوي الإعاقة الذين أجابوا بأن حياتهم تأثرت بالتغير المناخي 53%. وأشار المستجيبون الذين يعانون من إعاقة سمعية إلى أن عدم وضع ترجمة بلغة الإشارة في معظم البرامج والمحتوى الإعلامي يمنعهم من الحصول على معلومات كافية عن التغير المناخي.
المنهجية:
إعمالاً لمبدأ الشفافية والتزاماً بأخلاقيات نشر الاستطلاعات يفصح المركز عن منهجية إجراء الاستطلاع وهي بنحو: تم جمع البيانات من خلال المقابلات الهاتفية من عينة احتمالية ممثلة للجمهورية حجمها 3056 مواطناً في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر غطت كل محافظات الجمهورية، وقد تمت كل المقابلات في الفترة من 2 إلى 11 أغسطس 2022، وبلغت نسبة الاستجابة حوالي 37%، ويقل هامش الخطأ في النتائج عن 3%. تم إجراء الدورة الثانية من الاستطلاع في نوفمبر 2022 باستخدام نفس المنهجية.
وتم إجراء الاستطلاع لصالح وزارة البيئة بتمويل من الأمم المتحدة.