العلم والإيمان
وعلى الرغم من تخصصه الطبي الذي لم يتركه الدكتور مصطفى محمود إلا أنه استخدم القلم بجوار المشرط في رحلة ما يسمي بـ «البحث عن الله» التي استغرقت زهاء 30 عاما، خط مداده فيها نحو 89 كتابًا تنوعت بين المجالات العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، كما أثرى مكتبة التليفزيون بنحو 400 حلقة من برنامج العلم والإيمان الذي التصق باسم المفكر الراحل.
وخلال رحلة بحث الدكتور مصطفى محمود أثير موضوع الشفاعة كما اتهم بالإلحاد، لكن زوجته زينب حمدي، قالت في فيديو مسجل مع وكالة «أنباء الشرق الأوسط»: إن اعتقاد البعض أن العالم الراحل مصطفى محمود كان ملحدا ولا يعترف بالخالق أمر خاطئ، وفي حقيقة الأمر كان العالم الراحل يفكر كثيرا في الخالق وهذا أمر ليس مستغربا، فلقد التحق بكلية الطب واهتم بالتشريح لأنه كان يهتم بدراسة الإنسان ويتأمل الأعضاء وتكوينها وتشكيلها والعلاقات بينها، ما منحه فلسفة في حياته لينظر للحياة بنظرة مختلفة.. فانشغل بالإعجاز وسلك طريق الوصول إلى اليقين.
ولم يقف نشاط الدكتور الراحل مصطفى محمود عند الجانب العلمي والإعلامي فقد خصص عائد أول كتاب يؤلفه «المستحيل» لشراء قطعة أرض وبناء مسجد يحمل اسم والده «محمود» عام 1979، حيث أنشأ به الجامع وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخور جرانيتية، وفراشات محنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
وفاة الدكتور مصطفى محمود
وبعد رحلة العطاء التي تطرق هذا التقرير لبعض ملامحها، نحسبه كذلك ولا نزكيه، ترجل الفارس الدكتور مصطفى محمود في 31 أكتوبر من العام 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر، وشيعت الجنازة من المسجد الذي أسسه ويحمل اسمه في حي المهندسين، وذكرت بعض وسائل الإعلام أنه لم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين حينها كما كان التناول الإعلامي لوفاته ضعيفا مما تسبب في احباط تلاميذه ومحبيه.