شهدت منطقة عزبة الورد في الزاوية الحمراء بالقاهرة، خلال الساعات الأولى من فجر الأربعاءكارثة، إذ استيقظ السكان على حريق مغالق أخشاب ومواد حديدية على مساحة 3 أفدنة، وخسائر بملايين الجنيهات، بحسب المتضررين.
ودفعت قوات الحماية المدنية بنحو 20 سيارة إطفاء، للسيطرة على الحريق الذى لم يسفر عن أي خسائر بشرية.
أصحاب المغلق أصيبوا بحالة صدمة، بعد تلقيهم خبر الحريق، وكان من بينهم محمد صابر، الذى تحدث والدموع تسبق كلامه، وقال: «شقى عمرى كله راح، أقل واحد هنا كان عنده مغلق يحوى بضائع تساوى 200 ألف جنيه»، مضيفًا: «مفيش تعويض طبعًا من الحكومة على الكارثة التى ألمت بنا، هنا بتشتغل عائلات بأكملها، أقل مغلق بيشتغل به 4 و5 أفراد جميعهم من المحافظات وعايشين هنا لأجل لقمة العيش وبيسافروا لأهاليهم فى المناسبات والإجازات، أكل عيش كل الناس دى ضاع».
يتذكر أصحاب المغالق بحسرةٍ، وصول سيارات الإطفاء بعد نحو ساعة من البلاغ بالحريق، ويقولون: «العربيات كانت جاية فاضية، وبعدين طلبوا عربيات تانية على وجه السرعة».
«المنظر كان فظيعًا ومرعبًا للغاية».. يقول سامح عربى، أحد المتضررين، إن ما شاهده أصحاب المغالق من دمار كان كفيلاً بأن يفقد أحدهم ويُدعى محمد زين، وعيه وحملوه إلى منزله فى حالة إعياء شديدة، وهو يردد بعد إفاقته: «يا مصيبتى السودا شقى عمرى راح، مش هلاقى آكل أنا والعيال».
لا يعرف المتضررون سببًا للحريق، ويقولون: «إحنا جايين على اتصالات من سكان المنطقة مفادها: الحقوا المغالق بتتحرق».
ويرجحون أنه تم بـ«فعل فاعل»، وليس وراءه ماس كهربائى، ويدللون على ذلك بأن حريقًا نشبّ فى المنطقة فى العام 2009 وكان سببه أحد سكان المنطقة، وحكمت «الجنايات» بسجنه 10 سنوات.
لم تكتف النيران بتدمير محتويات المغالق بأكملها على مساحة الأفدنة الـ3، بل وصلت إلى بوابة مداخل المغالق وتحتوى أخشابًا ومنازل بدائية ومسجدًا فدمرت محتوياتها بالكامل هى الأخرى.
الأطفال فى المنطقة كانوا يحاولون إطفاء الحرائق بخراطيم مياه، محاولين التخفيف من وطأة المأساة على أسرهم، ويقولون لأهاليهم: «خلاص النار هتنطفئ، وهنشيل الرماد ونرجع نعمل تانى مغالق»، يرد أحد الأهالى عليهم فى حسرة: «هو اللى راح يا ولاد بيرجعوه تانى».
كان محمد مصطفى إسماعيل، أحد العمال، يحمل فوق ظهره أبوابا حديدية وبقايا خٌردة، وهو يقول: «بشيل اللى أقدر عليه بعد النار أكلت الأخشاب، عاوز أحاول أقلل الخسائر