تصدرت حفرة سجن جلبوع التي كانت بمثابة الطريق للحرية لستة أسرى فلسطينيين، محكوم على معظمهم بالسجن مدى الحياة، في ذلك السجن الإسرائيلي شديد الحراسة الواقع شمال إسرائيل، محركات البحث، وحازت على اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعات الماضية.
جاء ذلك في الوقت الذي تكثف فيه السلطات الإسرائيلية، دون جدوى حتى الآن، عمليات البحث والتفتيش على الأسرى الستة الذين فروا في وقت سابق، عبر نفق ضيق حفروه أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات، واستغرق حفره عدة أشهر.
وكشف موقع «أكسيوس» الأمريكي، عن تفاصيل مثيرة حول عملية فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي، حيث أوضح أنه في ليلة الأحد عند حوالي الساعة 1:30 صباحا، فر السجناء الستة، عبر نفق بدأ تحت الزنزانة رقم 5، وهو ما عُرف بـ حفرة سجن جلبوع، وانتهى على بعد 50 قدما على الجانب الآخر من جدران السجن.
وأضاف الموقع أنه وبعد ساعة ونصف الساعة من فرار الأسرى من خلال حفرة سجن جلبوع، وصلت إلى الشرطة التقارير الأولى عن الأسرى من مزارعين لمحوهم واشتبهوا بهم، وبعد ساعة فقط اكتشف حراس السجن من هم السجناء المفقودون.
وكشف الموقع عن أنه في يوم الأحد الماضي، قبل 24 ساعة من فرار الأسرى، طلب زكريا الزبيدي، عضو حركة فتح، تبديل الزنازين والانتقال إلى الزنزانة التي كان يحتجز فيها خمسة من معتقلي حركة الجهاد الإسلامي، مضيفا أن هذا الطلب «كان غير عادي لكنه لم يثر أي شكوك».
وبحسب «مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان» الفلسطينية، فإن سجن جلبوع أُنشئ بإشراف خبراء إيرلنديين وافتتح في عام 2004، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة في إسرائيل، ويحتجز فيه فلسطينيون تعتقد إسرائيل أنهم نفذوا عمليات داخل أراضي عام 1948.
وقال أريك ياكوف، القائد الشمالي لمصلحة السجون، إن المعتقلين استخدموا بعد الهروب من حفرة سجن جلبوع، الممرات التي شكلها بناء السجن للهروب.
ونشرت مصلحة السجون الإسرائيلية صوراً ومقاطع فيديو تظهر نفقاً ضيقاً حُفر أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات (حفرة سجن جلبوع).
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن إدارة السجون الإسرائيلية كثفت من وجود طواقمها داخل المعتقلات منذ ساعات الصباح، وذلك بعد فرار المعتقلين.
وأفرغت إدارة السجون الإسرائيلية السجن بالكامل من المعتقلين ونقلتهم إلى جهات غير معلومة، ووزعت المعتقلين في قسم 2 في السجن، ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، على سجون ريمون، ونفحة، والنقب.
وأضافت الهيئة أن إدارة السجون حبست أعدادا كبيرة من أسرى حركة الجهاد الإسلامي في الزنازين، وحولت قيادة الحركة وعددا من عناصرها إلى مركز التحقيق في سجن الجلمة، وعلى رأسهم القياديان زيد بسيسو وأنس جرادات.
وأوضحت أن إدارة السجون أغلقت السجون وامتنعت عن توزيع وجبات الطعام على المعتقلين في العديد منها.
وأكد مسؤولون في مصلحة السجون والشرطة الإسرائيلية بدء عملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش، مستعينة بالكلاب البوليسية والطائرات المروحية، بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش في محيط المنطقة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الهروب بأنه «حادث خطير»، مؤكداً متابعته الحادث، وتلقيه المنتظم لمعلومات بشأن عمليات البحث.