ارتفعت حصيلة القتلى والجرحى بشكل لافت مع دخول النزاع العسكري بين الهند وباكستان يومه الثاني، في ظل تبادل مكثف للغارات والهجمات الجوية، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة بين قوتين نوويتين.
وكانت خسائر اليوم الأول من الاشتباكات، التي اندلعت صباح الأربعاء، قد أسفرت عن مقتل 38 شخصًا على الأقل، بينهم مدنيون، في ضربات متبادلة على جانبي الحدود، بالإضافة إلى تدمير عدد من المنشآت العسكرية ومواقع اتصالات، بحسب ما أعلنته مصادر رسمية في البلدين. وأكد الجيش الباكستاني حينها إسقاط خمس طائرات مقاتلة هندية، وهو ما نفته نيودلهي.
أما في اليوم الثاني، فقد أعلنت وزارة الصحة الباكستانية مقتل ما لا يقل عن 47 شخصًا، وإصابة أكثر من 120 آخرين، بعد موجة جديدة من الغارات الهندية التي استهدفت مواقع في إسلام آباد ولاهور والبنجاب.
وفي المقابل، أفادت السلطات الهندية بمقتل 29 شخصًا، بينهم 12 من عناصر القوات المسلحة، في قصف صاروخي باكستاني طال مناطق في كشمير الهندية.
و أعلن الجيش الباكستاني اليوم الخميس عن إسقاط 12 طائرة مسيرة هندية من طراز “هاروب” إسرائيلية الصنع، زُعم أنها حاولت اختراق المجال الجوي الباكستاني وتنفيذ هجمات دقيقة على مواقع عسكرية ومدنية، مشيرًا إلى أن الطائرات كانت تستهدف مراكز اتصالات ومقرات قيادة.
وصرح المتحدث العسكري الباكستاني أحمد شريف شودري: إن الرد الباكستاني سيستمر طالما استمرت “العدوانية الهندية”، متوعدًا بأن نيودلهي “ستدفع ثمنًا باهظًا”.
ومن جهتها، اعتبرت وزارة الدفاع الهندية أن باكستان “تواصل إيواء وتغذية جماعات إرهابية” مسؤولة عن الهجوم الأخير في كشمير، والذي أودى بحياة 26 شخصًا معظمهم من السياح، مؤكدة أن العمليات العسكرية ستتواصل لحماية الأمن القومي.
في موازاة التصعيد العسكري، شهدت الأسواق الآسيوية تراجعا ملحوظا، فيما ارتفعت أسهم شركات الدفاع، خاصة الصينية، بعد تقارير عن استخدام باكستان لمقاتلات وطائرات مسيرة صينية الصنع.
وقال خبراء بحسب وكالة رويترز إلى أن دخول تقنيات خارجية، مثل الطائرات الإسرائيلية المسيّرة والأسلحة الصينية، قد ينقل المواجهة إلى مرحلة “الحرب التكنولوجية”
كما حذر محللون من أن وتيرة التصعيد، لاسيما في ظل غياب قنوات دبلوماسية فعالة، قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على مسار الصراع، وفقا لوكالة بلومبرج.
وقال ديفيد روش، الخبير الأمني في شركة “كوانتوم ستراتيجي”، إن “الطرفين لديهما قوة تدميرية هائلة، لكن لا توجد آلية واقعية لتخفيف التصعيد… وهذا ما يجعل هذه المواجهة أكثر خطورة من سابقاتها.